اليمني و الجغرافيا

 



اليمني و علاقته بالجغرافيا 


✍🏻 عمار قائد التام


تتبعت علاقة اليمني بالجغرافيا فوجدتها عجيبةً غريبة، علاقةٌ قريبةُ من التجافي، وكأن اليمني أحياناً يعشق الجغرافيا و الجغرافيا تنبذه، و أحياناً يبادل اليمني الجغرافيا نفس الجفاء برغم أقواله التي تشدو بحبها، فهو يقول: ( عز القبيلي بلاده ولو تجرع وباها ) لكنه يستدرك و يضيف ( يشد منها بلا ريش، متى اكتسى ريش جاها )..


بدأت علاقة اليمني تلك مع الجغرافيا قديماً جداً بأربع قبائل من أبناء سبأ هاجرت إلى الشام، ثم خطر في خاطر اليمني أول دعوة غريبة ضد الجغرافيا ( باعد بين أسفارنا ) و لكأنها ثأر بين اليمني و الجغرافيا، لترد الجغرافيا عليهم بكارثة السد، و تتوعدهم بنار عدن تسوقهم الى أرض المحشر..


وحتى الموقع الجغرافي الفريد لليمن أصبح وكأنه نقمة لا نعمة، حتى استعانت الجغرافيا ببناتها كالجغرافيا السياسية لتحكم علينا من خلال ( نظرية القوة ) بأن نظل ساحة صراع، حتى أني أينما وليت وجهي فثمة يمني يريد الهجرة، هرباً من جحيم الجغرافيا، و لا جغرافيا تعينه على التسلل بعيداً إلا إلى جغرافيةٍ أشد نكاية، فحكمتنا متناقضة البردوني ( يمانيون في المنفى و منفيون في اليمن )..


ورغم جغرافية اليمن المغرية إلا أن الاستعمار كان ذكياً وقنوعاً بجغرافيا الأطراف، و ترك جغرافيا الوسط للمستعمر السري الذي رآه البردوني رحمه الله بعينيه المغمضتين، ليخبرنا أن اليمن طاردة لأنها مستعمرة في السر، وليس بالضرورة أن يكون المستعمر بكرافته، فقد يكون الاستعمار بعسيب القبيلي أو بتوزة الهاشمي أو بأموال الخليجي، فالاستعمار سلوك لا شخوص، وحتى نعرف أنفسنا سنجد الجغرافيا تحبنا..


#تخديرة 🩺

تعليقات